دولية

احتفالات أعياد الميلاد تعود للأراضي المقدسة بفلسطين بعد عامين من الحرب في غزة

عادت بهجة أعياد الميلاد إلى بيت لحم مسقط رأس السيد المسيح، وفي البلدة القديمة بالقدس والناصرة وغيرها من المواقع بالأراضي المقدسة حيث أضيئت أشجار الميلاد وتزينت المحال والشوارع بمظاهر العيد، وذلك للمرة الأولى منذ بدء الحرب في غزة قبل أكثر من عامين.

وقبل أيام أضيئت ببيت لحم شجرة عيد الميلاد المزينة بكرات حمراء وذهبية، على بعد أمتار من كنيسة المهد في ساحة المهد، على طريق الحجاج، وسط حشد كبير من رجال الدين والزوار. وعلت هتافات الفرح بعد أن تلألأت أضواء الشجرة الصفراء، ورددت تراتيل مبشرة بالأمل وبالمحبة والسلام.

وتقع كنيسة المهد على نحو 20 كلم من مدينة القدس، ويعترف بها أبناء الديانة المسيحية، منذ القرن الثاني، على انها مكان ولادة يسوع المسيح. ويحيط بموقعها على طول طريق الحجاج كنائس وأديرة، يونانية ولاتينية وأرثوذوكسية وفرنسيسكان وأرمن. وتعد بيت لحم تقليديا مركزا روحيا وسياحيا بارزا يقصده الحجاج من مختلف أنحاء العالم نهاية كل سنة ميلادية، لكن هذه التدفقات انقطعت بشكل شبه كامل منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023.

وتستقبل ساحة المهد في بيت لحم، مساء يوم غد الأربعاء (24 دجنبر ) ، موكب بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، قادما من بطريركية اللاتين في باب الخليل بالبلدة القديمة بالقدس لترؤس قداس منتصف الليل لعيد الميلاد وفق ا للتقويم الغربي.

كما سيترأس بطريرك الروم الأرثوذكس في الأسبوع الأول من يناير 2026 قداس عيد الميلاد وفق التقويم الشرقي، بحضور كهنة وأحبار ورجال الدين، وممثلي الكنائس، إلى جانب مشاركة رسمية وشعبية واسعة، حيث تشهد بيت لحم توافد المصلين والحجاج من مختلف الجهات.

وفي احتفالات الميلاد هاته التي تقام منتصف الليل تردد الصلوات والدعوات في المغارة الصغيرة بكنيسة المهد الموقع الذي يعتقد المسيحيون أن السيد المسيح ولد فيه، كما تنشد فرق الكشافة والشباب النشيد التقليدي “في ليلة الميلاد، ت دفن الحرب، في ليلة الميلاد، يولد الحب”.

ويؤمل أن تمثل احتفالات السنة الجارية بارقة أمل لانتعاشة في الحركة الاقتصادية وفي التدفقات السياحية تنسي ضائقة السنوات الأخيرة بالنسبة للاقتصاد المحلي الذي يعتمد بشكل أساسي على قطاع الخدمات.

فعلى مدى العامين الماضيين، احتفلت بيت لحم بعيد الميلاد بشكل كئيب وبطريقة أكثر هدوء، دون أي احتفالات عامة كبيرة وبدون مظاهر الزينة والموسيقى التقليدية. كما خلت مختلف المواقع المسيحية في الأراضي المقدسة من كل مظاهر الاحتفال وغاب الحجاج المسيحيون الذين عادة ما كانوا يفدون بعشرات الألاف من آسيا وأمريكا الجنوبية وأوروبا. وأثر كل ذلك سلبا على الاقتصاد المحلي الذي ما كاد يخرج في العام 2022 من أزمة حادة إثر إغلاق دام أزيد من سنتين بفعل جائحة كورونا حتى عاود مجددا ركوده بعد اندلاع حرب في غزة.

ولطالما شكلت السياحة وزيارة الحجاج المسيحيين محركا اقتصاديا رئيسيا لبيت لحم إذ يعتمد الاقتصاد المحلي بنسبة كبيرة على هذا القطاع.

وتوقعت السلطات المحلية في كل من بيت لحم والقدس الشرقية استعادة طفيفة للنشاط الاقتصادي وحجوزات محدودة لمجموعات صغيرة لقضاء أعياد الميلاد في الأراضي المقدسة خلال العام الجاري، لكنها تتوقع انتعاشا حقيقيا في عام 2027 مع الأخذ بعين الاعتبار حدوث تطورات إيجابية في الأوضاع في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى