في إطار الجهود المبذولة للنهوض بالمنظومة الكروية وتطوير مجال التحكيم الرياضي على صعيد جهة بني ملال–خنيفرة، أشرفت العصبة الجهوية لكرة القدم بالجهة على إعطاء الانطلاقة الرسمية لمدرسة جديدة لتكوين حكّام وحَكَمات كرة القدم بجماعة العيايطة أولاد كناو.
وقد حضر هذا اللقاء الافتتاحي كل من السيد رئيس جماعة أولاد كناو، وأعضاء اللجنة التقنية للتحكيم بالعصبة، إضافة إلى عدد من الفاعلين والمهتمين بالمجال الرياضي، حيث شكّل الحدث مناسبة لتقديم مشروع يهدف إلى تأهيل جيل جديد من الحكام وفق المعايير الوطنية والدولية المعتمدة.
وتأتي هذه المبادرة النوعية انسجاماً مع التوجّهات الاستراتيجية للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الهادفة إلى توسيع قاعدة التكوين والرفع من القدرات التقنية والبيداغوجية للحكام الشباب.
كما تمثّل المدرسة إضافة مهمة للمشهد الرياضي المحلي، من خلال إتاحة الفرصة أمام فتيات وشباب المنطقة لولوج مجال التحكيم الاحترافي والمساهمة في تطوير اللعبة.
في تصريح لأحد أعضاء اللجنة التقنية للتحكيم، أكد أن إحداث هذه المدرسة يأتي استجابة لحاجة ملحّة لتعزيز عدد الحكام داخل الجهة، وضمان استمرارية التكوين وفق منهجية علمية ومؤطرة.
وأضاف، مؤكدا أن تواجد الحكام في مختلف مناطق الجهة بات ضرورة ملحة لتغطية الأنشطة الرياضية المتزايدة، مشيرًا إلى أن العملية تقوم على أسس واضحة أهمها:
الرغبة والطموح، الحافز الذاتي للمستفيدين والالتزام بالحضور المنتظم لحصص التكوين مع حفظ واستيعاب الدروس النظرية والتطبيقية بما يعزز التدريب العملي ناهيك عن التوفر على مستوى معرفي وثقافي جيد يسمح بفهم القوانين وإدراك متطلبات التحكيم وفق منهجية علمية معتمدة من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم.
وأوضح أن التكوين سيتم تحت إشراف حكام متمرسين سيتولون نقل تجاربهم وتقديم الشروحات والتوجيهات اللازمة للمستفيدين.
هدا ومن جانبه، أوضح السيد رئيس جماعة أولاد كناو على أن هذه المبادرة تعكس إرادة جماعية في الرفع من مستوى الرياضة محلياً، وتوفير بيئة ملائمة للشباب من أجل إبراز مواهبهم وتحقيق طموحاته مشيدا بالدعم المحلي وانخراط المؤسسات التعليمية في التنمية المحلية
ومن جانبه، نوه السيد الكاتب الجهوي للمديرية التقنية للتحكيم بالمسار الرياضي السابق لرئيس جماعة أولاد كناو، معتبرًا أن دعمه لهذا المشروع نابع من تجربته وخبرته في المجال.
كما أشار إلى أن السن المناسب للولوج إلى التكوين يتماشى مع المستوى الدراسي للتلاميذ، ما يتيح لهم فرصة مبكرة لصقل مهاراتهم وفتح آفاق جديدة في عالم التحكيم.
وفي السياق نفسه، عبّر السيد مدير ثانوية العيايطة باسمه ونيابة عن باقي الأطر الإدارية بالمنطقة عن اعتزاز مؤسسته باختيارها لاحتضان هذا المشروع الهام، مؤكداً انخراطه الكامل وانفتاح مؤسسته لانجاح هذه المبادرة الرائدة.
كما أبرز أن إنشاء مدرسة لتكوين الحكام بالمنطقة سيفتح أمام التلاميذ آفاقًا واسعة لما بعد البكالوريا، سواء في مجال التحكيم أو في مسارات أخرى ذات العلاقة بالتكوين في المجال الرياضي والمسارات المهنية المرتبطة به.
هذا ومن المرتقب أن تشمل برامج المدرسة تكوينات نظرية وتطبيقية في قوانين اللعبة، التحكيم الميداني، تقنيات القيادة، إضافة إلى ورشات في التواصل، اللياقة البدنية، والتحكيم النسوي.
كما سيتم اعتماد نظام متابعة وتقييم مستمر لضمان جودة التكوين ومواكبة المتدربين في مختلف المراحل.