بينما يواصل الاحتلال الصهيوني مجازره في قطاع غزة، كشفت وكالة رويترز عن تصريحات للسفير الأمريكي في الكيان، مايك هاكابي، أكد فيها أن واشنطن أجرت محادثات مع بعض دول الخليج بشأن ما تسميه “إدارة غزة بعد الحرب”، بما في ذلك احتمال تسليم هذه الدول السيطرة على القطاع ضمن هيكل حكم مؤقت بإشراف أمريكي.
وصاية جديدة بدل إنهاء الاحتلال
هذا الطرح يكشف بوضوح إصرار الإدارة الأمريكية على تكريس الاحتلال، عبر البحث عن صيغ بديلة لإدامته، بدل الانصياع لمطلب الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.
كما شدد السفير الأمريكي على رفض بلاده لأي خطة تعيد السلطة الفلسطينية بصيغتها الحالية، بذريعة استمرارها في دعم عائلات الشهداء والأسرى، وهو ما يكشف انحياز واشنطن المطلق للرواية الصهيونية.
تناقض مع الشرعية الدولية
يأتي هذا المخطط في ظل تجاهل قرارات الشرعية الدولية التي تنص على إقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما تؤكد عليه معظم دول العالم.
في المقابل، تستمر الولايات المتحدة في عرقلة هذا الحق، كما فعلت في 2024 حين استخدمت الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة.
مواقف دولية أكثر تقدّمًا
في الوقت الذي تندفع فيه واشنطن نحو شرعنة الاحتلال عبر مخططات “الوصاية”، تتخذ دول غير عربية ولا إسلامية مواقف أكثر وضوحًا وإنصافًا، مثل إسبانيا والنرويج وإيرلندا وأرمينيا، التي اعترفت جميعها بدولة فلسطين مؤخرًا.
جوهر الصراع
ما يسمى “إدارة غزة بعد الحرب” ليس سوى محاولة لإجهاض المقاومة وفرض وصاية خارجية على القطاع المنكوب بعد أشهر من المجازر والإبادة.
غير أن صمود الشعب الفلسطيني وثباته على أرضه يجعل كل هذه المناورات السياسية مجرّد أوهام لن تصمد أمام حقائق التاريخ وقوة الإرادة الشعبية في التحرر والانعتاق.