أكاديمي مغربي: التقويم الأمازيغي “مصطنع” لخلق حضارة غير موجودة!
تعرض الدكتور إدريس الكنبوري، الأكاديمي والكاتب المغربي المعروف، لانتقادات واتهامات بدعوى معارضته للأمازيغية، وهو ما نفاه بشدة في تدوينة حديثة على صفحته الشخصية على فيسبوك.
وأكد الكنبوري أن موقفه لا يعادي الأمازيغية كثقافة أو هوية، بل ينصب على ما وصفه بـ”التوظيف السياسي والإيديولوجي” للقضية الأمازيغية، والذي يرى أنه يستهدف النيل من الإسلام والوحدة الوطنية للمغرب. وأوضح أن هذا الموقف “مبدئي وغير قابل للتغيير”.
وفي تفاصيل تدوينته، تساءل الكنبوري عن أساس التقويم الأمازيغي الذي يُحتفل به هذا العام كـ”السنة الأمازيغية 2974″، مشيرًا إلى أن هذا التقويم يُستخدم من قبل ما وصفهم بـ”المتطرفين” الذين يروجون لفكرة “حضارة أمازيغية” مستقلة.
وتساءل: “إذا كانت هناك حضارة أمازيغية كما يزعمون، فأين هي عطاءات 2974 سنة؟”. وأضاف أن هذه الفترة الزمنية تجعل “الحضارة الأمازيغية المزعومة” أقدم من الحضارات اليونانية والرومانية والفارسية، لكنه لفت إلى أن هذه الحضارات خلفت تراثًا واضحًا في الأدب والفلسفة والتاريخ والفنون، بينما لم يترك الأمازيغ – بحسب رأيه – تراثًا مماثلاً.
وأشار الباحث المغربي إلى أن الحضارات القديمة مثل اليونان والرومان والفرس أنتجت رموزًا كبارًا مثل أرسطو وأفلاطون وسقراط من اليونان، وشيشرون وفيرجيل من الرومان، وأبي منصور الدقيقي من الفرس، متسائلاً: “أين هي رموز الحضارة الأمازيغية التي يفترض أنها سبقت كل هذه الحضارات؟”.
واعتبر أن التقويم الأمازيغي “مصطنع من أوروبا لخلق حضارة غير موجودة”، مؤكدًا أنه مبني على أسس عرقية، في حين أن العرب – الذين هم أقدم من الأمازيغ – لم يعتمدوا تقويمًا عرقيًا، بل اعتمدوا التقويم الإسلامي الذي تبناه الأمازيغ المسلمون أيضًا.
وأكد الكنبوري أن مقولة “الحضارة الأمازيغية” هي مقولة “كاذبة”، مشيرًا إلى أن الأمازيغ عاشوا تاريخيًا كشعوب متفرقة تحت إمبراطوريات وحضارات أخرى، واتبعوا ديانات مختلفة.
وأضاف أن الحضارات القديمة كانت مرتبطة بالأديان، مما أدى إلى ذوبان الثقافات المحلية فيها، كما حدث مع الثقافة العربية التي ذابت في الإسلام.
وذكر الأكاديمي المغربي أن بعض الأمازيغ قدموا إنتاجات ثقافية وفكرية، لكنهم فعلوا ذلك في إطار الحضارات التي عاشوا فيها، وليس في إطار “حضارة أمازيغية” مستقلة.
وختم الكنبوري تدوينته بتوجيه سؤال إلى دعاة العرقية الأمازيغية: “إذا كانوا يزايدون على المسلمين بالكاهنة، فلماذا لا يزايدون على أوروبا بالقديس أغوسطين؟”، معتبرًا أن الهدف الحقيقي من هذه الدعوات هو النيل من الإسلام.