أغبالة.. جماعة تئن تحت مخالب المجلس والسلطة (صور)
التحدي الإفريقي
من المستحيل أن نصادف ساكنا بجماعة أغبالة إقليم بني ملال، يثني بالخير والفخر على بلدته لما حققته في مجال التنمية والبنية التحية والجمالية، بل العكس مما يتوقعه المتسائل حيث سيصدم من شدة الانتقاد السلبي ومن التشكي لما آلت إليه أوضاع ملكة جمال الحزام الجبلي في الأمس القريب.
بالأكيد كانت بلدة أغبالة المنتمية إداريا لإقليم بني ملال، تبهر كل من زارها قبل التسعينيات بجمالها وطبيعتها الخلابة وبساتينها وأشجارها الشامخة و تضاريسها وعيونها الدافقة ورجالاتها ونسائها الكرماء. لكن مع الأسف الشديد، كما جاء في المقولة الشهيرة: “إذا أسندت الأمور إلى غير أهلها فانتظر..”
فمن أسباب انهيار كل مؤهلات البلدة الجميلة هي من عقم المسؤول المدبر لشؤونها طيلة أكثر من عقدين، كان همه الوحيد هو كرسي الرئاسة والأنى رئيسكم. ولا نستثني عزوف شبابها المثقف في جل المراحل السياسية، تاركين الفراغ مرتعا للوصوليين. أضف إلى هجرة النخبة المناضلة خارج الوطن تحت إكراه مخالب العطالة والبطالة.
في الآونة الأخيرة، اختلط الحابل بالنابل، الصراعات السياسوية بين المرشحين بالمجلس الجماعي وقلة تجربة الممثلين على رأس السلطة المحلية دون استثناء تضارب المصالح الخاصة بين الوصوليين منهم الجانحين اللصوص و المقاولين الفاشلين المدللين الذين عتوا الفساد في العباد والبلاد.
فإذا حاولنا تشخيص المشاكل التي تتخبط فيها بلدة أغبالة فلا حصر لها. بدءا من جفاف صنابير العين الرئيسية وتعثر كل المشاريع القليلة المنجزة لما شابها من غش وخروقات، تبليط الأزقة شابهت العشوائية والزبونية، ملاعب القرب في خبر كان دون الجماعات المجاورة، المركب الرياضي أقبر رغم الوعود، مركز صحي تحت تصرف طبيب شاب تنقصه التجربة والخبرة، غرف ومكاتب متسخة، أرقام هاتفية للمستعجلات موصودة، طاقم غير مؤهل ينقصه الدعم من موارد بشرية لها الكفاءة.
قيادة تحت رحمة قائد شاب تنقصه التجربة والرزانة وروح المواطنية الصادقة والالتزام بالمفهوم الجديد للسلطة الذي طوى صفحة النمط القديم البادي، مجلس جماعي سيريالي في غياب الرئيس وطمع الطبيب بالظفر من جديد بكرسي سليمان، شاهد زور وسارق الكهربة يتزعم انتفاضة الفلاحين في مطالبة الكوطا لغرس ضيعاتهم بدعم من المقاول المدلل، تركة الرئيس السابق الذي أتى على الأخضر و اليابس.
انقطاع الماء الصالح للشرب على الساكنة في عز رمضان ببلدة تحمل اسم على مسمى لوصفها بلدة العيون والمنابع، شارع وحيد وأزقة مزفة محفرة، شاهدة على واقع الغش وعدم المراقبة بسبب الفساد والارتشاء من مقاولين اغتنوا على ظهر البلدة اليتيمة وغيرها من مظاهر مقززة لا تبشر بالخير.
فهل يا تري سيبزغ وميض الآمال في المستقبل القريب أم سترث الأجيال الصاعدة مآسي الإحباط الذي دفع بالأغلبية للهجرة بلا عودة؟؟؟