أغبالة..ذ. مولاي زايد زيزي/ مدير نشر موقع التحدي الإفريقي
تفشت في الٱونة الأخيرة ظاهرة سرقات بعض المنازل رغم تكثيف رجال الدرك الملكي لدوريات ليلية، وتبين أن بعض الجنح تتم بين الاقارب بموضع الثقة ومعرفة دواليب البيوت.
لكن أن يتعمد اللصوص الأغبياء لسرقة أدوات وأجهزة حفر القبور من فؤوس وأشياء أخرى، فهذا يدل على أن من قام بهذه السرقة كان في وضع غير طبيعي، لربما تحت تأثير مخدر أو تحت جرعات زائدة من مسكر قوي.
فكيف تجرأ الجانح في جنح الظلام ودخل مقبرة حي “تاسنفيت”، واستولى خلسة على كل الأدوات من (فؤوس وبرويطة وبالات) لبيعها واستغلال مداخيل جريمته في اقتناء المحظورات من حشيش ومسكر الماحيا، لينتشي وينسى كل ما يحيط به ويخرج من واقعه المزري الى عالمه الافتراضي.
يتخيل انه على متن “الباتيرا” المشحونة إلى أوروبا، ويلتحق في خياله برفاقه الذين غامروا وهاجروا بئر البؤس، وعاد بسيارة فاخرة واشترى منزلا محترما وأرسل والدته الى جح بيت الله وتزوج حبيبة العشق الممنوع.
لكن في الصباح يستفيق من أحلامه بضمير ميت منهك القوى الجسدية إلا قواه العقلية التي تعرف كيف تخطط للسرقة ثانية في حالة العود.
كل هذا السلوك اللامسؤول ناتج عن انسلاخ المجتمع المدني من مبادئ التوعية عبر ندوات ومحاضرات وانسلاخ المسؤولين من مخطط تنموي يعطي الأمال لشباب طائش وتائه بين أمواج الواقع والخيال.
فإننا نخشى أن تقوم هذه الكائنات الغريبة بنبش القبور وجرد الجثث من ثوب الدفن لإعادة بيعها.
فنداء ملح لكل المسؤولين عن أمن البلدة البئيسة لتكثيف دوريات ليلية والضرب بيد من حديد على كل من تجرد من ٱدميته وتجرأ لسرقة أغراض وممتلكات الغير.
ونداء ٱخر لباقي الجمعيات الحية التي لازالت تصارع الزمان بالامكانيات المحدودة أن تقلب بوصلتها لتكثيف نشاطها بندوات تحسيسية ومحاضرات توعوية للشباب الغلبان المسكين التائه وسط مخالب العوز والحاجة لتحقيق ذاته كأقرانه.