الجماعات الترابية
أغبالة إقليم بني ملال.. بياض الثلوج يكتسح الأزقة والدروب (صور)
مولاي زايد زيزي/مدير نشر جريدة التحدي الإفريقي
بعد فقدان الٱمال إثر السنين العجاف المتتالية التي أثرت على النفوس، والنقص الحاد في منسوب الفرشة المائية وغلاء أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء والخضر نتيجة الجفاف.
بقدرة قادر، جاء سخاء رب العرش العظيم، وتساقطت الأمطار بغزارة واكتسحت الثلوج قمم الجبال وأزقة دروب مراكز الجماعات الترابية بالأطلسين الكبير والمتوسط، مما سوف ينعش الفرشة المائية، وينتعش الفلاح ومربي الماشية وتغمر السعادة قلوب المواطنين.
وبلدة اغبالة، من محطات الثلوج بامتياز، حيث تتموقع بالحزام الجبلي على علو 1600 م عن سطح البحر، ساكنتها تعيش في هذه الأيام نوستالجيا الهندام الأبيض الذي يعطي للمنطقة منظرا منقطع النظير، يتخيله الزائر كأنه في جبال سويسرا.
دخان الأفرنة التي تدفئ البيوت تتصاعد في الهواء وتعانق رقائق الثلوج المتساقطة في نغمات سمفونية تقلق راحة الملك الحزين اللقلاق، الذي يفتقد لغطاء وكره يقيه من الصعيق.
فمن يتذكر الخمسينات بمعقل ٱيت سخمان، حيث تجاوز سمك الثلوج مترين، أغرقت المنازل الهشة في ذلك الزمان وسجنت الدواب في اسطبلتها وانقطعت الطرق والسبل إلى أن تدخلت المروحية لإغاثة السكان بإنزال المواد الغذائية.
وفي هذه الظروف الصعبة شمرت السلطات المحلية ورجال الدرك الملكي سواعدها، وتعبئت للإغاثة والتدخل لفك الحصار على الدواوير والمداشر ومراقبة عمليات إزاحة الثلوج في جو قارص لا يتحمل قسوته إلا ذوي الحس الوطني، الملتزمين بأداء وظائفهم بإخلاص رغم صعوبة الظروف والتضاريس.