شهدت أسعار النفط تراجعاً ملحوظاً خلال تعاملات اليوم الأربعاء، وسط تصاعد المخاوف من احتمال زيادة إنتاج تحالف “أوبك+“، إلى جانب توتر الأوضاع التجارية العالمية بسبب الرسوم الجمركية، ما أثر سلباً على آفاق الاقتصاد الدولي. ويأتي هذا الانخفاض عقب مكاسب قوية سجلها الخامان القياسيان في جلسة أمس.
وبحسب البيانات المسجلة عند الساعة 06:35 بتوقيت غرينتش، انخفض سعر العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم يوليو بنسبة 0.30% ليصل إلى 63.22 دولاراً للبرميل. كما تراجعت عقود خام برنت القياسي تسليم أغسطس بنسبة 0.29% لتبلغ 65.44 دولاراً للبرميل.
وكان خاما القياس قد سجلا أمس الثلاثاء ارتفاعاً يقارب 2%، ليبلغا أعلى مستوياتهما في أسبوعين، مدفوعَين بمخاوف من تعطل الإمدادات بسبب حرائق الغابات في كندا، بالإضافة إلى الترقب بشأن موقف إيران من العرض الأمريكي المتعلق بالاتفاق النووي، والذي قد يؤدي – في حال رفضته طهران – إلى استمرار العقوبات ومنع عودة صادراتها النفطية للأسواق.
وفي هذا السياق، صرّح تسويوشي أوينو، كبير الاقتصاديين في معهد “إن إل آي” للأبحاث، بأن “رغم المخاوف المتعلقة بالإمدادات الكندية وتعثر المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، فإن سوق النفط لا تزال تجد صعوبة في مواصلة مكاسبها”. وأشار إلى أن نية “أوبك+” في زيادة الإنتاج تشكل عاملاً ضاغطاً على الأسعار.
وأضاف أوينو أن الآمال بتحقيق تقدم في المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين بدأت تتلاشى بفعل عمليات جني الأرباح، مشيراً إلى أن المتعاملين في الأسواق يتبنون حالياً نهجاً حذراً في ظل ضبابية المشهد الاقتصادي العالمي.
وفي السياق ذاته، كشفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يجري اتصالاً مع نظيره الصيني شي جين بينغ هذا الأسبوع، بعد اتهامات وجهها ترامب للصين بشأن خرق اتفاقات تجارية، في مؤشر على استمرار التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم.
وعلى الصعيد الاقتصادي العالمي، أعلنت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، يوم أمس الثلاثاء، عن خفض توقعاتها لنمو الاقتصاد العالمي، في ظل تداعيات الحرب التجارية التي يقودها ترامب، والتي بدأت تنعكس سلباً على الاقتصاد الأمريكي والعالمي، مما يزيد الضغوط على أسعار النفط نتيجة توقعات بتراجع الطلب العالمي على الطاقة.