قال محمد ولد الرشيد، رئيس مجلس المستشارين، اليوم الجمعة في العيون، إن « الأوراش المهيكلة التي تعرفها مدن الجنوب، كالشبكة المتنوعة للموانئ، وفي مقدمتها ميناء الداخلة الأطلسي، والميناء فوسبوكراع الجديد بالعيون، والطريق السريع تيزنيت-الداخلة، ومشاريع الطاقات المتجددة.. تعزز مكانة هذه الأقاليم وتفتح آفاقا واسعة للتنمية المستدامة ».
وأوضح ولد الرشيد في افتتاح أشغال الجمعية العامة السنوية العاشرة لشبكة البرلمانيين الأفارقة لتقييم التنمية APNODE، أن « تقييم التنمية اليوم أضحى ركيزة استراتيجية لترشيد القرار العمومي، بالنظر للتحولات التي تشهدها الأدوات والمنهجيات والمعايير الدولية في هذا المجال، لا سيما تلك المعتمدة من قبل لجنة المساعدة الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ».
وقال ولد الرشيد أيضا، « لم يعد التقييم يقتصر على قياس النتائج أو تتبع مؤشرات التنفيذ، بل أضحى يمتد إلى فحص جدوى السياسات، ومدى انسجامها مع الأولويات الوطنية واحتياجات المواطنين، والتحقق من اتساق اختياراتها، وفعالية تدخلاتها، وكفاءة استخدام مواردها، فضلا عن تقدير أثرها الفعلي واستدامة نتائجه ».
وانطلاقا من هذا الوعي المتنامي، بأهمية التقييم كدعامة للقرار العمومي، يضيف رئيس مجلس المستشارين، « تبرز اليوم، أكثر من أي وقت مضى، الحاجة إلى ترسيخ ثقافة تقييم داخل القارة الإفريقية، باعتبارها ضرورة تنموية ملحة في ظل تفاقم الفجوات التنموية، واستمرار التحديات المرتبطة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وما يفرضه تدبير الموارد من حرص أكبر على ترشيد الإنفاق وتوجيه الجهود نحو المبادرات الأكثر نجاعة وأثرا ».
وشدد المتحدث على أن « تطوير التعاون البرلماني الإفريقي في مجال تقييم التنمية يندرج في صلب التوجه الذي تبنته المملكة المغربية في علاقتها بالقارة، والمبني على تعزيز العمل المشترك، وتثبيت منطق الشراكة القائمة على المنفعة المتبادلة واحترام الأولويات الوطنية ».
وتحدث ولد الرشيد عن المبادرات الاستراتيجية التي أطلقها الملك محمد السادس، ثل مبادرة إفريقيا الأطلسية، ومشروع أنبوب الغاز نيجيريا- المغرب، مؤكدا أنها « مشاريع لا تجسد فقط استثمارات بنيوية، بل تعبر عن تصور متكامل للتنمية بوصفها مشروعا إفريقيا مشتركا، يستند إلى التقييم المستمر، ويربط الأثر المحلي بالبعد القاري ».