الجماعات الترابية

دواوير إقليم تاونات على صفيح ساخن.. المرجو من السلطة التحرك قبل الإنفجار.. !!

د. جمال التودي/التحدي الإفريقي

قوافل بشرية من كل حذب وصوب، متجهة نحو مقر عمالة إقليم تاونات…
يافطات تحمل شعارات مكتوبة بالبند الغليض :

-الحق في التطبيب،
-الحق في طريق لفك العزلة،
-الحق في قطرة ماء، للإرتواء ضد العطش…

كما رفعت ساكنة دوار آخر، يافطة مكتوب عليها، انقذوا فلاحي ضحايا تقنين القنب الهندي، الذين اشتغلوا طيلة السنة، وتعهدت لهم جمعيات مكلفة بجمع منتوج “العشبة”، على أساس تأدية لهم رزقهم مقابل محصول الكيف…


انتظرت الساكنة المعنية بزراعة القنب الهندي، سنة كاملة لبيع محصولها، لكن النتيجة كانت المماطلة و”التجرجير” للفلاحين المغلوبون على أمرهم، والذين استنفذ صبرهم، فلم يبقى لهم سوى التكتل في قافلة موحدة والتوجه نحو مقر الإقليم، لإسماع صوتهم والتعبير عن محنتهم ومعاناتهم، بسبب الإستغلال غير المبرر الذي مارسته عليهم تلك الجمعيات المكلفة بجمع منتوج القنب الهندي بتلك الدواوير المعنية بهذه الأزمة…

الغريب في الأمر، أن الترتيبات التي أجهرت بها تلك القوافل للقيام بالاحتجاجات نحو مقر العمالة، كانت مبرمجة أسابيع قبل انطلاقتها..

وكان من المفروض على ممثلي السلطة الإقليمية التحرك بشكل استباقي لإتخاذ الإجراءات اللازمة، بدءا بفتح حوار جدي ومسؤول مع تلك الساكنة المعنية بهذه الأزمات، واقتراح مشاريع حلول، ولو عن طريق وعود منطقية قابلة للتنزيل، من أجل ثني القوافل المحتجة عن تنفيذ ما سطرته، وذلك للحفاظ على النظام العام، واستتباب الأمن بالإقليم.. لكون هذه الإحتجاجات كالقنابل الموقوتة، يجب التعامل معها بجدية وحزم…

يلاحظ أن السلطات بالإقليم غير مبالية، وربما تحتقر مثل هذه التحركات الإحتجاحية التي تحمل في ثناياها أخطار قد تؤدي الى أمور لا تحمد عقباه، ونتمنى لمدينتنا وبلدنا الأمن والإستقرار، ولكن ممثلي السلطة في سبات عميق.. !!

المطالب موضوعية، تندرج في الحقوق الأساسية التي يجب أن يتمتع بها كل دوار أو مدشر، لأن الحق في الصحة، والتعليم، والمسالك الطرقية، والبنية التحتية، وضمان القوت اليومي عبر الحصول على مقابل لما انتجوه الفلاحون طيلة السنة، نتيجة الاستثمار في زراعة القنب الهندي المرخص له، يدخل في الحقوق البسيطة التي لا تقبل التفاوض او التأجيل، لان الامر يعتبر نتيجة حتمية للمجهود الذي بذله الفلاح، ويستحق عليه مقابل ما تكبده من كد وعمل مستمر في ظروف صعبة…

ألا يحق لساكنة الدواوير المحتجة العيش بكرامة، مثلهم مثل باقي المواطنين بالمملكة السعيدة..

هنا تكمن ملامح العدالة المجالية، والتنمية الإجتماعية التي دعا لها صاحب الجلالة لمحاربة الفقر والهشاشة.. المرجو فتح نقاش وحوار جدي مع الدواوير المتضررة قبل فوات الأوان، لأن الاستفاذة من ثمار التنمية حق وليس امتياز.. !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى