قال المفكر والكاتب المغربي حسن أوريد إن الغضب الذي يعبّر عنه ما يُعرف بـ“جيل زد” في المغرب ليس مجرد انفجار عابر، بل هو تعبير عن “أزمة عميقة في البنية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية” للبلاد، مشيرًا إلى أن هذا الجيل “لا يشبه الأجيال السابقة، ولا تنفع معه الأدوات القديمة في التواصل أو التهدئة”.
جيل رقمي لا يخضع للوصاية
وأوضح أوريد، في مقالٍ له نشره بموقع الجزيرة نت تحت عنوان “لماذا غضب جيل زد في المغرب؟”، أن الشباب الذين يقودون موجة الغضب الحالية نشأوا في عالم رقمي منفتح، لا يتأثرون بالخطابات التقليدية، ولا بالوسائط الإعلامية القديمة التي كانت الدولة تعتمدها لتمرير رسائلها.
وأضاف أن هذا الجيل “لا يعترف بالتراتبية القديمة ولا يخضع بسهولة لمنطق الوصاية السياسية أو الفكرية”، مما يجعل التعامل معه يحتاج إلى لغة جديدة وأدوات مختلفة قادرة على استيعاب تطلعاته وفهم عالمه الرقمي الخاص.
مغرب الواجهة ومغرب الواقع
وربط أوريد الغضب الاجتماعي الراهن بما وصفه بـ“الازدواجية التي يعيشها المغرب بين بلدين داخل الدولة الواحدة:
“مغرب الواجهة الذي يُقدَّم في الخطب الرسمية ويُروَّج في الإعلام،
ومغرب الواقع الذي يعاني من الفوارق الاجتماعية وضعف التعليم والصحة وانسداد الآفاق”.
وأكد أن هذه المفارقة عمّقت شعور الشباب بالإقصاء والتهميش، وأفقدتهم الثقة في المؤسسات والنخب السياسية، معتبرًا أن معالجة هذا الوضع تتطلب “رؤية جديدة تُعيد بناء العلاقة بين الدولة والمجتمع على أساس العدالة والكرامة والفرص المتكافئة”.
أزمة ثقة ومطلب كرامة
واعتبر المفكر المغربي أن ما يجري اليوم هو أزمة ثقة قبل أن يكون أزمة مطلب، لافتًا إلى أن “جيل زد لا يبحث عن الامتيازات بقدر ما يبحث عن معنى للعدالة والانتماء”.
وأشار إلى أن الخطاب الرسمي “لم يعد مقنعًا لهذا الجيل الذي يعيش على إيقاع المنصات المفتوحة، ويقارن أوضاعه بأقرانه في العالم، دون وسطاء أو فلاتر سياسية”.