ثقافة

على هامش الحكم.. الحمار مات وشبع موتاً..

المفاجأة أنَّ المزارع قال للموظف: بأن الحمار قد مات صباح هذا اليوم، فانزعج الموظف وشعر أنه أمام حالة تعثر في السداد، وأن نقود المصرف لن ترجع

ذهب إلى مدير البنك و قال له:
يا سيدي لقد حلّ موعد سداد دين المُزارع، ولكنه لا يقدر على السداد.

فرد عليه المدير: خُذ حماره سدادًا للقرض.

فقال الموظف: و لكن الحمار قد مات سيدي، وتأكدت من ذلك بنفسي، ويعتبر الآن من الأصول المُعدمة السيئة ..

فكر مدير البنك قليلا ثم قال: لا بأس سنأخذ الحمار الميت مقابل الدَيْن، واشترط على المزارع ألا يخبر أحدًا بأنَّ الحمار قد مات، ولا حتى أهله، وخرج المزارع فَرِحًا بما حدث.

عاد موظف البنك إلى المدير، وقال له: و لكن ماذا سنستفيد من الحمار الميت يا سيدي؟

نحن نبحث عن الأصول الجيدة الموجودة، وهذا الأصل مُعْدَمْ سيء، والأصول السيئة تعتبر سامة للقطاع المصرفي و المالي، لقد كانت هذه الصفقة خاسرة بالنسبة لنا بحق ..

رد عليه المدير: لا تستعجل الأمور، وسترى بنفسك النتائج.

و الآن أريدك أن تعلن في القرية أننا سنقوم باجراء سحبة يانصيب، و الجائزة الكبرى ستكون الحمار النشيط للمزارع.

قال الموظف :و لكن يا سيدي الحمار ميِّت!

فرد عليه المدير بكل ثقة، و لكنهم لا يعلمون أنَّ الحمار قد مات، وفعلاً قاموا بإصدار ألف تذكرة يانصيب على الجائزة الكبرى تحت عنوان:

«حِمَار المُزارع» النشيط، و تم بيعها بالكامل، وفي اليوم الموعود.

تم السحب على الجائزة، وفاز بها أحد القروين المحظوظين، و في الصباح التالي حضر إلى البنك لاستلام جائزته، فقام مدير البنك بنفسه باصطحابه لاستلام الجائزة.

صُدِم الفائز المسكين عندما رأى الحمار الذي فاز به جثة هامدة! فاعترض، ورفض استلام الجائزة، فما كان من مدير البنك إلا أنه اعتذر له، وأعاد له ثمن تذكرة اليانصيب التي دفعها، وقيمة الحمار عندما كان حياً كتعويض واعتذارٍ علنيِ، وهي دولار واحد فقط قيمة التذكرة، وعشرة دولارات أُخريات كتعويض.

خرج الفائز وكله رضًا و فرحاً لأن أمواله رجعت له، بل وربح عليها عشرة دولارات أخر..

التفت مدير البنك للموظف و قال له:
لو أننا قاضينا المزارع من أجل حماره الميت الذي قدمه لنا كأصل جيد ثم تحول إلى أصل سيء، وفزنا بالقضية لربحنا عشرة دولارات فقط على أقصى تقدير، ولكننا الآن ربحنا (989 دولارًا)،

فقال الموظف: و لكنك قمت بتوزيع الأصل السيء على كل أهالي المنطقة !!

فرد عليه المدير قائلا : إن الأصول السامة يجب أن يتشاركها الجميع، فلو أكلها شخص واحد فانه سيموت، ولكن أن يمرض الكل افضل بكثير من أن أموت أنا وأنت فقط و لا يهم أبدًا كم تذكرة سأطبع: ألف، أو مليون، أو مليار تذكرة، ستظل مطلوبة عند أهالي القرية طالما أنهم لا يعرفون أنَّ الحمار قد مات.

** الحكمــــة

هذه هي أمريكا باختصار – فحمارها مات، لكنها ما زالت تبيعه للمغفلين، هذه القصة ذكرها البروفيسور: إبراهيم عويس، أستاذ الإقتصاد الكَمِّي بجامعة جورج تاون.

وها هي أميركا حاليًا ترغب في زيادة سقف الدين بما ينذر بخطة تيسير كمي ثالثة؛ و هذا يعني: طباعة المزيد من الدولارات، ولكن مقابل ماذا؟

إن صافي أصول أميركا لو عاملناها كالشركات التجارية تقدر : (44 تريليون دولار) بالسالب طبعًا، ويبدو جليا أنَّ الحمار قد مات وشبع موتًا ولكن تذاكر اليانصيب الخضراء ما زالت تباع!!؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى