رفح جنوبي قطاع غزة.. الجيش الإسرائيلي يوسع توغله برفح ويكثف غاراته شمالي القطاع
وسعت الآليات العسكرية الإسرائيلية توغلها في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة لتتجاوز شارع صلاح الدين باتجاه الغرب نحو حيي الجنينة والسلام، بالتزامن مع تكثيف غاراتها المدفعية والجوية على المدينة التي شهدت خلال أسبوع تهجير نحو 350 ألفا.
وتزامن توسيع العمليات العسكرية في رفح بتكثيف الجيش الإسرائيلي لهجماته المدفعية والجوية على مخيم وبلدة جباليا، شمالي قطاع غزة، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في ظل عدم مقدرة فرق الإسعاف والدفاع المدني والإنقاذ على الوصول للمنازل المستهدفة بسبب تواصل القصف الإسرائيلي.
** عملية رفح
وأفاد مراسل الأناضول نقلا عن شهود عيان بأن الآليات العسكرية الإسرائيلية وسعت خلال الليلة الماضية من توغلها في مدينة رفح باتجاه حيي الجنينة والسلام غرب شارع صلاح الدين ما يعني أنها دخلت إلى عمق المناطق السكنية بالمدينة.
ويأتي ذلك بالتزامن مع تصاعد القصف الجوي والمدفعي الذي يستهدف منازل في مناطق متفرقة من مدينة رفح خاصة في شرقي ووسط المدينة.
وأفادت مصادر طبية في المستشفى الكويتي التخصصي في رفح، لمراسل الأناضول، بأن 8 قتلى و3 إصابات وصلوا المستشفى خلال الساعات الماضية، جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة على المدينة.
وركزت الطائرات الحربية غاراتها العنيفة على أحياء البرازيل والسلام والتنور والشوكة شرقي ووسط رفح، بينما أطلقا طائرات “الكواد كابتر” المسيرة نيرانها بشكل كثيف في المناطق الشرقية للمدينة.
كما شهدت المناطق الشرقية لمدينة رفح اشتباكات عنيفة بين المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، حيث أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أن عناصرها يخوضون اشتباكات ضارية مع الجيش الإسرائيلي شرقي “شارع جورج” في محور التوغل شرقي المدينة.
كما قالت الكتائب في بيانات أخرى، إنها استهدفت دبابة “ميركفاه” بقذيفة “الياسين 105” في شارع جورج شرقي رفح، وناقلة جند في منطقة أخرى شرقي المدينة.
ولأول مرة تعلن “القسام” قصف حشود الجيش الإسرائيلي داخل معبر رفح بقذائف الهاون من العيار الثقيل بالاشتراك مع سرايا القدس الذراع المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، وفق بيان مشترك.
كما أعلنت الكتائب استهداف ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة “الياسين 105” وجرافة عسكرية من نوع “D9” بعبوة “شواظ” في حي السلام.
** قصف مكثف على جباليا
لليوم الثالث على التوالي لا يتوقف القصف الإسرائيلي المدفعي والجوي على مخيم وبلدة جباليا شمالي القطاع ما أدى إلى تدمير العشرات من المنازل وتهجير الآلاف من الفلسطينيين من المخيم إلى مناطق غربي مدينة غزة.
وأفاد شهود عيان للأناضول، بأن القوات الإسرائيلية المتوغلة في مخيم جباليا هجرت مئات النازحين من مراكز إيواء بالمخيم نحو غربي غزة.
وقالت مصادر طبية في مستشفى “كمال عدوان” في بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع، إن الجيش الإسرائيلي يستهدف سيارات الإسعاف التي تتحرك لنقل المصابين في مخيم جباليا.
وأشارت المصادر إلى أنه تم انتشال نحو 25 قتيلا وعشرات المصابين في مناطق متفرقة من مخيم جباليا، فيما لا يزال عدد آخر من القتلى والجرحى عالقين تحت أنقاض المنازل المدمرة ولا يمكن الوصول إليهم.
وفي الوقت ذاته، تتواصل اشتباكات ضارية بين فصائل المقاومة الفلسطينية والقوات الإسرائيلية المتوغلة شرقي مخيم وبلدة جباليا، حسب شهود عيان ومصادر محلية.
وذكر الشهود أن أصوات إطلاق نار متبادل كثيف تسمع بين الحين والآخر إضافة إلى تصاعد أعمدة من الدخان الأسود من المناطق التي تتوغل فيها الآليات العسكرية الإسرائيلية.
وقالت كتائب القسام، في بيان لها، إن مقاتليها يخوضون “اشتباكات ضارية مع قوات إسرائيلية في محور التقدم شرق مخيم جباليا”.
** حي الزيتون
في مدينة غزة، تواصل القوات الإسرائيلية توغلها في حي الزيتون جنوب شرقي المدينة، وتنفيذ غارات جوية ومدفعية على عشرات المنازل في الحي وحي الصبرة المجاور، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى خلال الليلة الماضية وصباح الاثنين.
وأفاد مراسل الأناضول، بأن الطائرات الإسرائيلية قصفت مجموعة من المنازل في محيط كنيسة القديس بورفيريوس في حي الزيتون.
كما قتل 3 فلسطينيين في قصف جوي استهدف منزلا لعائلة الحمامي في حي الصبرة بينهم عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة، حسب ما أفادت مصادر طبية للأناضول.
وقتلت سيدة وأصيب 10 آخرين جراء قصف منزل في حي الشجاعية شرق غزة، وفق شهود عيان.
وتتواصل الاشتباكات بين فصائل المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي في حي الزيتون والأطراف الجنوبية لحي الشجاعية بمدينة غزة، كما يؤكد شهود عيان للأناضول.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا على غزة خلفت أكثر من 113 ألفا بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.
المصدر: وكالة الأناضول.