المستجدات العربية

بسبب العزلة.. تبون يقلد المغرب بمشروع وهمي جديد لفتح الموانئ أمام دول الساحل

قبل أشهر قليلة فقط، تصدّر الإعلام الدولي الحديث عن مبادرة مغربية استراتيجية غير مسبوقة، تقوم على فتح منفذ بحري لدول الساحل الأفريقي عبر ربطها بالمحيط الأطلسي بشبكة طرق عابرة للحدود، وهو مشروع تنموي عميق الرؤية يضع الأسس الحقيقية لازدهار اقتصادي مستدام في القارة.

واليوم، وبعد أن خط المغرب خطواته بثبات نحو الريادة، تستيقظ الجزائر فجأة لتخرج بمسرحية باهتة لا تحمل سوى التقليد الفجّ، بلا إبداع ولا رؤية، في محاولة بائسة لنسخ ما أبدعه العقل المغربي المبدع من مشاريع استراتيجية ستظل تخدم القارة لعقود طويلة.

وفي هذا الإطار، أعلن عبد المجيد تبون، بأسلوبه المعتاد المليء بالشعارات الفضفاضة، استعداد بلاده لفتح موانئها أمام الدول الأفريقية غير الساحلية، زاعمًا أنه سيحوّلها عبر القطارات نحو الداخل، ومتباهيًا بما يسميه “مشاريع بنى تحتية” لمد خطوط السكك الحديدية جنوبًا نحو مالي والنيجر وموريتانيا. غير أن وعوده جاءت بلا خطة، بلا جدول زمني، وبلا أي ضمانات للتنفيذ، ليظل كلامه مجرد فقاعات فارغة.

وفي كلمته أمام بعض القادة الأفارقة خلال افتتاح معرض التجارة البينية الأفريقية، حاول تبون إلباس تصريحاته لبوس الحكمة، فقال إن “على الدول الأفريقية غير الساحلية استقبال السلع عبر الموانئ الجزائرية ثم نقلها بالقطار في ظرف 24 ساعة”، بينما يعلم الجميع أن الجزائر عاجزة حتى عن ضمان استقرار بنيتها التحتية الداخلية.

ولم يكتف بذلك، بل راح يتحدث عن فجوة البنية التحتية في القارة وتكلفتها الباهظة، مقدّرًا إياها بـ90 مليار دولار سنويًا، دون أن يقترح أي حلول عملية، مكتفيًا بالتشخيص الفارغ.

وكعادته، أعاد تبون اجترار خطاب المغرب عند عودته إلى الاتحاد الأفريقي، حين قال للأفارقة: “بعد أن أدارت الجزائر ظهرها لأفريقيا، نحن نعود الآن إلى عمقنا الأفريقي”، وكأن الجزائر تعيش في الماضي وتكتفي بتقليد الرباط خطوة بخطوة، دون أي رؤية مستقلة أو قدرة على الإبداع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى