يكشف الإقبال القياسي للجزائريين على طلب بطاقة المشجع FAN ID لحضور كأس أمم إفريقيا بالمغرب عن فجوة كبيرة بين توجهات الشعب الجزائري ورواية النظام الحاكم في الجزائر، الذي لا يزال يحاول التشويش على نجاح المملكة تنظيمياً وسياسياً.
فمنذ اللحظات الأولى لفتح البوابة الرقمية المخصصة للبطاقة، تصدّر الجزائريون خاصة المقيمون في فرنسا قائمة الجماهير الأجنبية بتسجيل ما يقارب 3000 طلب في ظرف لا يتجاوز 20 ساعة فقط، وهو رقم يعكس شغفهم الكبير بمتابعة البطولة من قلب الملاعب المغربية.
ويبرهن هذا الإقبال على أن الشعوب أبعد ما تكون عن الصراعات المصطنعة، وأن روابط الرياضة والثقافة والجوار أقوى من الخطاب الرسمي الذي يتبناه النظام العسكري الجزائري منذ سنوات.
فبينما تحاول الجزائر الرسمية عزل المغرب، يتضح أن الجزائريين أنفسهم يختارون المغرب وجهة مفضلة للفرجة الكروية والسياحة والتواصل الإنساني.
كما تواصلت طلبات الجماهير الجزائرية من دول أخرى مثل بلجيكا وهولندا وكندا، ما يؤكد أن الرغبة في حضور “الكان” بالمغرب ليست مجرد موجة ظرفية، بل ظاهرة تعبّر عن تقدير حقيقي للبنية التحتية الرياضية والأمن والضيافة التي توفرها المملكة.
هذا الإقبال الشعبي يضع النظام الجزائري في موقف محرج، إذ يفضح أكاذيبه ويكشف تناقضه بين خطاب العداء ومحاولات منع التعاون المغاربي، وبين رغبة شعبه الطبيعية في الانفتاح على المغرب.
كما يثبت أن المغرب نجح في تقديم صورة قارّية ودولية جذابة، وأن تنظيمه للبطولة سيُفشل كل محاولات التشويش ويحوّل الحدث إلى منصة لإبراز ريادته القارية.
ويتضح جليًا أن الشعب الجزائري متحمس لمتابعة كأس أمم إفريقيا بالمغرب، مؤكدًا ثقته بأن نسخة المغرب ستكون الأفضل في تاريخ البطولة الإفريقية. ويعكس هذا الإقبال الشعبي الكبير شغف الجماهير بالكرة الإفريقية، ورغبتهم في تجربة تنظيمية متميزة تجمع بين الأمان، الاحترافية، والروح الرياضية العالية، بعيدًا عن أي تأثيرات سياسية أو إعلامية تحاول التشويش على الحدث.