أحداث وقضايا

“البوفا” تتسبب في إيقاف 1044 شخصا ووفاة 3 آخرين بالمغرب

أصدر المرصد الوطني للإجرام مؤخرا موجز سياسات تجريمية ودراسة تحليلية حول ظاهرة مخدر “البوفا” في المغرب تحت عنوان: “مخدر البوفا في المغرب: تحليل الاتجاهات والاستجابات الاستراتيجية”، وذلك في سياق دولي يشهد تناميا مقلقا لهذا النوع من المخدرات.

 وكشف المرصد ذاته، في دراسته الحديثة، أنه ما بين 2022-2024 تعاملت الأجهزة الأمنية مع 878 قضية مرتبطة بمخدر البوفا، أسفرت عن توقيف 1,044 شخصا مع مصادرة أكثر من 18 كيلوغراما من هذه المادة، فيما سجلت 3 حالات وفاة مؤكدة مرتبطة باستهلاكها.

وتطورت الظاهرة بشكل مضطرد من 493 غرام محجوز سنة 2022 إلى 8014 غرام سنة 2023، ثم 9697 غرام سنة 2024. كما تطور عدد الموقوفين من 92 شخصا سنة 2022 إلى 482 موقوفا سنة 2023، ثم 470 موقوفا في سنة 2024، فيما يتركز انتشار مخدر البوفا في المجال الحضري بنسبة 82% من المحاضر و76% من الموقوفين، بحسب المرصد ذاته.

 وتسجل جهة الدار البيضاء-سطات أعلى المعدلات بـ 712 محضراً من أصل 878، تليها جهة الرباط-سلا-القنيطرة بـ 85 محضراً، بينما تظهر الأقاليم الجنوبية وجهة درعة تافيلالت غيابا شبه تام للظاهرة.

وبخصوص الفئة العمرية فإن الظاهرة تستهدف بالأساس فئة ما بين 18سنة و 55 سنة بنسبة تتجاوز 90%، مع تركيز في صفوف الذكور بنسبة 88.9% والمواطنين المغاربة بنسبة 91.3%. كما يتسم معظم المتورطين بوضعية اقتصادية وتعليمية هشة، حيث تتركز النسب العالية بين العاطلين عن العمل وغير المتمدرسين أو ذوي التعليم الأساسي.

واعتبر المرصد الوطني للإجرام، أنه وعلى الرغم من أن الأرقام الخاصة بمخدر البوفا قد تبدو للوهلة الأولى محدودة مقارنة باستهلاك المخدرات التقليدية بالمغرب أو المخدرات العقلية الأخرى، فإن معدل النمو المسجل خلال الفترة ما بين 2022-2024 يستدعي الاستباق واتخاذ التدابير اللازمة لمحاصرة انتشار استهلاك كل أشكال المخدرات الاصطناعية التي تشكل خطرا كبيرا على الصحة العامة بشكل عام، لا سيما وأن المغرب يتوفر على مقومات مؤسساتية عالية الكفاءة لمواجهة هذا التحدي من خلال سلطات إنفاذ القانون وخبرة المرصد المغربي للمخدرات والإدمان وشبكة مراكز العلاج المتخصصة التي يتعين تعزيزها بالإضافة إلى الموقع القيادي للمملكة في هيئات الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات.

وكانت الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات قد حذرت في تقريرها لسنة 2024 من “التوسع السريع لصناعة المخدرات الاصطناعية غير المشروعة”، باعتباره “تهديداً رئيسياً للصحة العامة العالمية”. كما أكد مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في تقريره لسنة 2025 الهيمنة المتزايدة للمخدرات الاصطناعية، بحيث شهد هذا السوق توسعاً سريعاً، وحققت المنشطات من نوع الأمفيتامين المصادرة أرقاماً قياسية عالمياً سنة 2023، مثلت ما يقارب نصف المخدرات الاصطناعية المصادرة على مستوى العالم.

وفي هذا السياق الدولي، برزت في المغرب ظاهرة “المخدرات الرخيصة” على رأسها مخدر “البوفا” أو ما يعرف كذلك بـــ “كوكايين الفقراء”، وهو خليط غير متجانس محلي الصنع يتكون من بقايا الكوكايين ممزوجة بمواد كيميائية وعقاقير طبية متنوعة، وقد ظهر هذا المخدر سنة 2020 وزاد انتشاره خلال جائحة كورونا نتيجة صعوبات الوصول إلى المخدرات المستوردة.

وكشفت الدراسة الصادرة عن المرصد الوطني للإجرام التي اعتمدت معالجة البيانات الإحصائية الرسمية الصادرة عن المديرية العامة للأمن الوطني والقيادة العليا للدرك الملكي للفترة ما بين سنوات 2022-2024 مع تحليل البعد الكمي للظاهرة عبر تطور المصادرات والتوقيفات، والبعد الجغرافي من خلال التوزيع الإقليمي، والبعد الاجتماعي الديموغرافي للأشخاص المتورطين، عن مجموعة من المعطيات المتعلقة بنشأة وانتشار هذه الظاهرة.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى